فصل: الوحشة بين السلطان جلال الدين وأخيه غياث الدين.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.الوحشة بين السلطان جلال الدين وأخيه غياث الدين.

كان ابتداؤها أن الحسن بن حرميل نائب الغوية بهراة لما قتله عساكر خوارزم شاه محمد بن تكش وحاصروا وزيره الممتنع بها حتى اقتحموها عليه عنوة وقتلوه وهرب محمد بن الحسن بن حرميل إلى بلاد الهند فلما سار السلطان جلال الدين وحظى لديه وأقامه شحنة بأصبهان فلما سار السلطان إلى أصبهان للقاء التتر انحرف جماعة من غلمان غياث الدين عنه فصاروا إلى نصرة الدين بن حرميل واسترجعهم منه غياث الدين في بيته وطعنه فأشواه ومات لليال وأحفظ ذلك السلطان وأقام غياث الدين مستوحشا فلما كان يوم اللقاء انحرف عن أخيه ولحق بخوزستان وخاطب الخليفة فبعث إليه بثلاثين ألف دينار وسار من هنالك إلى قلعة الموت عند صلاح الدين شيخ الاسماعيلية فلما رجع السلطان من وقعة التتر إلى الري سار إلى قلعة الموت وحاصرها فاستأ من علاء الدين إلى السلطان لغياث الدين فأمنه وبعث من يأتيه به فامتنع غياث الدين وفارق القلعة واعترضه عساكر السلطان بنواحي همذان وأوقعوا به وأسروا جماعة من أصحابه ونجا إلى براق الحاجب بكرمان فتزوج بأمه كرها ونمي إليه أنها تحاول سمه فقتلها وقتل معها جهان بهلوان الكجي وحبس غياث الدين ببعض القلاع ثم قتله بمحبسه ويقال بل هرب من محبسه ولحق بأصبهان وقتل بأمر السلطان قال النسائي وقفت على كتاب براق الحاجب إلى الوزير شرف الملك والسلطان بتبريز وهو يعدد سوابقه فعد منها قتله أعدى عدو السلطان والله تعالى ولى التوفيق.

.انتقاض البهلوانية.

لما ارتحل السلطان والوزير شرف الملك معه وانتهى إلى همذان بلغه أن الأمراء البهلوانية اجتمعوا بظاهر تبريز يرومون الانتقاض واتبعه خاموش بن الاتابك ازبك من قلعة قوطور وكان مقيما بها فرجع السلطان إليهم وقدم بين يديه الوزير شرف الملك فلقيهم قريبا من تبريز وهزمهم وقبض على الذين تولوا أكبر الفتنة منهم ودخل تبريز قصبتهم وقبض على القاضي المعزول فصادفه قوام الدين الحرادي ابن أخت الطغراني وصادره وسار السلطان للقاء التتر وأقام الوزير نائبا للبلاد.

.ايقاع نائب خلاط بالوزير.

ولما كان ما ذكرناه من مسير حسام الدين نائب خلاط إلى أذربيجان واحتماله زوجة السلطان جلال الدين إلى خلاط امتعض الوزير لذلك فسار إلى موقان من بلاد اران وجمع التركمان وفرق العمال للجبايه وطلب الحمل من شروان شاه وهو خمسون ألف دينار فتوقف وأغار على بلاده فلم يظفر بشيء ورجع إلى أذربيجان وكانت بنت الأتابك بهلوان في بقجان فارقها مولانا ايدغمش وجاء إلى الوزير فأطمعه فيها وصار الوزيز مضمرا الغدر بها وامتنعت عليه ونزل بالمرج فأكرمته وقربته ورحل إلى حورس من أعمالها وكانت للاشرف صاحب خلاط أيام أزبك فانتشرت أيدي العسكر في تلك الضياع وقاتلها الوزير وجاء الحاجب صاحب خلاط في عساكره فانهزم الوزير ترك أثقاله وذلك سنة أربع وعشرين وكان مع الحاجب فخر الدين سام صاحب حلب وهشام الدين خضر صاحب تبريز برم وكان الوزير وتكاليفه فظهر الآن بمخلفه وخلص الوزير إلى اران وسار الحاجب على في اتباعه ثم عاد إلى تبريز ومر بخوى فنهبها ثم سار إلى بقجان فملكها ثم إلى تدمر كذلك وأقام الوزير بتبريز وكان بها الاتابك ازبك متنسكا منعه أهل تبريز من الدخول وحملوا إليه النفقة ثم جاء الخبر برجوع السلطان إلى أصبهان بعد الهزيمة كما مر فسار الوزير إلى أذربيجان ولقي ثلاثة من الأمراء جاؤا مددا له من عند السلطان وأمره بحصار خوى فسار إليها وبها نائب الحاجب حسام الدين صاحب خلاط وهو بدر الدين بن صرهنك والحاجب حسام الدين على منوشهر فنهض إليه الوزير من خوى فتأخر إلى تركري والتقيا هنالك فانهزم الحاجب ودخل تركري فاعتصم بها وحاصره الوزير وطلب الصلح فلم يسعفه ورجع الأمراء الذين كانوا معه بعساكرهم إلى أذربيجان وأفرج الوزير عن حصار تركري ومر بخوى وقد فارقها ابن صرهنك إلى قلعة قوطور واستأمن للسلطان من بعد ذلك ودخل الوزير مدينة خوى وصادر أهلها وسار إلى ترمذ ونقجوان ففعل فيهما مثل ذلك وانقطعت ايالة الحاجب صاحب خلاط والله أعلم.